خارج منطقة قصر الاجتماعات، والتي تضم الخيمة التي تشهد انعقاد القمة العربية، وتحولت إلى منطقة عسكرية يؤمنها نحو 40 ألف جندي، مع إغلاق الشوارع المحيطة بالمنطقة والمحلات التجارية في العاصمة لمزيد من التأمين، رصدت وسائل الإعلام الموريتانية، أبرز المشاهد والوقائع المصاحبة لأجواء القمة العربية في نواكشوط، ومع بداية وصول رؤساء الوفود المشاركة في القمة ابتداء من الساعة الثالثة بعد ظهر أمس الأحد.
غياب «التمر واللبن»
لوحظ غياب عدد من المظاهر البروتوكولية ومراسيم الاستقبال بمطار نواكشوط الدولي «مطار أم التونسي» لدى استقبال ضيوف القمة العربية من القادة العرب، بمن فيهم قادة عدد من الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العرب، فقد غاب تقديم اللبن والتمور للضيوف لدى نزولهم بالمطار، كما غاب إلقاء الأناشيد الوطنية للبلدان التي وصل ممثلون عنه، فيما لوحظ أيضا غياب الحضور العسكري وتقديم التحية العسكرية للضيوف والطلقات النارية الترحيبية «21 طلقة ترحيبية»، وتمت إجراءات استقبال القادة الذين وصلوا لحضور القمة العربية بنواكشوط ، على نحو مبسط.
مؤسسة الرئاسة الموريتانية، كشفت أن الحكومات الموريتانية، درجت على الالتزام بهذه المظاهر البروتوكولية ضمن فعاليات استقبال قادة الدول.
ابنة الرئيس «المدللة» ترافقه في استقبال ضيوف القمة
وظهرت «النجاح» بنت الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أثناء استقباله للضيوف المشاركين في القمة العربية، ورصدتها كاميرا وكالة الأخبار الموريتانية، وهي تتجول بين الضيوف، ووقفت الطفلة المدللة، والتي ظهرت إلى جانب الرئيس خلال العديد من أنشطة الاستقبال، وإلى جانبها مدير الديوان الرئاسي، أحمد ولد باهي.
ويذكر أن النجاح ولدت أثناء الحملة الانتخابية الأولى لوالدها في منتصف 2009، وأطلق عليها هذا الاسم تيمنا في الانتخابات الرئاسية، ووصفها لاحقا بأنها «محظوظة، لأنها لم تولد في عهود الفساد في موريتانيا»”.
طائرة موريتانية لنقل رئيس جزر القمر
ومساء أمس، أمر الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بتوفير طائرة خاصة لنقل رئيس جزر القمر، غزالي عثماني، إلى العاصمة نواكشوط، للمشاركة في فعاليات القمة العربية العادية السابعة والعشرين، بعدما تعذر عليه، السفر إلى نواكشوط بسبب عدم وجود طائرة خاصة للرئاسة بجزر القمر، ومحدودية حركة الطيران في البلاد.
تساؤلات وتوقعات حول غياب السيسي
ولم تتناول وسائل الإعلام الموريتانية، حتى الآن، ما نشرته صحف مصرية، عن عدم مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد الكشف عن مؤامرة لاغتياله في نواكشوط، ولكن غياب السيسي حظي بمتابعات وتحليلات الموريتانيين، على المستويين الشعبي والسياسي، ودارت في مجملها، بحسب ما نشرته الصحف الموريتانية، حول أربعة احتمالات وهي:
! ـ أن يكون الموضوع مجرد اختبار مخابراتي لمعرفة مدى تشبث النظام الموريتاني بحضور السيسي، وسيكون تأكيد الخير أو نفيه لاحقا مترتبا على قوة الدبلوماسية الموريتانية.
2- أن يكون الأمر مجرد تمويه أمني أطلقته المخابرات المصرية حرصا منها على سلامة الرئيس السيسي، وإذا كان الأمر كذلك فإن الرئاسة الموريتانية ستُبلَّغ بالأمر سرا ولن نسمع رد فعل ولا قولا من النظام الموريتاني على الموضوع.
3- أن يكون الخبر صحيحا، وهذا يؤكد مدى استهتار السيسي بموريتانيا، حيث أعلن قراره في آخر لحظة بعد أن كان أكد حضوره للقمة.
4- السيناريو الأسوأ، أن يكون القرار النهائي عند السيسي هو عدم حضور القمة فعلا، غير أنه سيتصل بالرئيس الموريتاني ويقول له إن الخبر المنشور مجرد تمويه أمني، وعليه فلا داعي للضغط من أجل حضوره، ثم يقع رئيسنا في الفخ فيسكت على الأمر رغم الإهانة التي تستبطنها حجة التمويه الأمني من ضعف الثقة في الأمن الموريتاني، وقبيل فجر الإثنين يتم إبلاغ الرئاسة الموريتانية رسميا بأن السيسي لن يحضر نظرا لمعلومات خطيرة تتحدث عن محاولة انقلاب أو ما شابه، وحينها لن يكون أمام الرئيس الموريتاني فرصة للتراجع عن عقد القمة وتأجيلها.
كيف استقبل الموريتانيون غياب غالبية القادة العرب
لم يتوقع الموريتانيون، بحسب صحيفة أخبار الناس، أن بغيب القادة العرب عن اول قمة تعقد في بلادهم، أو يبقى العرب على موقفهم من تهميش الاهتمام بدولة عربية تقع في أقصى أطراف الغرب.
وقال الدكتور أوفى ولد عبد الله ولد أوفى، الأكاديمي والسياسي، موجها رسالة موريتانية للدول العربية: يبدو أن قبول موريتانيا تنظيم القمة والسير في ذلك التحدي أغضب البعض منكم فأخرجه عن مقتضيات الدبلوماسية، وجعل البعض الآخر يتساءل كيف أمكن لدولة فقيرة لا تمتلك المقومات الضرورية لتنظيم القمة؛ لا بيئيا ولا ماديا ولا لوجستيا ولا أمنيا، أن تقهر الظروف وتذلل الصعاب وتنجح في الالتزام بمواعيد تنظيم القمة المعلنة سلفا؟ دون تأخير أو اعتذار، وتسير بخطى حثيثة نحو نادي الكبار؛ الذين باستطاعتهم تنظيم القمم في وقت قياسي؟ لهؤلاء نقول كان الأولى بكم أن تدعموا أختكم الصغرى التي نأت بها الديار وتقطعت بها السبل بين ثلاثي العجم والمحيط والصحراء، أن تدعموها ماديا حتى وإن فضلت أن تظهر لكم غناها وتحجب عنكم فاقتها، وحاشاكم أن تكونوا من الجاهلين، فيصدق فيكم قول الله عز وجل «يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف»، وأن تدعموها معنويا بتشريفها بحضوركم، بدل أن يتفنن بعضكم في الأعذار ويكونوا من المخلفين، وكأن بهم داء ملما أو هرما مجهزا أو فقرا مدقعا أو مصيبة لا يمكن معها غياب يوم أو يومين.
