اجتذبت معركة نشبت على الهواء مشاهدات المصريين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وذلك بعد استضافة المذيع المصري وائل الإبراشي، للمعلقين الرياضيين الشهيرين، والتي انتهت بالاشتباك بالأيدي، ومن ثم أصبحت تلك المشادة حديث الساعة، منذ انتهاء حلقة أمس السبت من برنامج «العاشرة مساءً».
الحلقة التي جمعت بين شوبير والطيب، وكان الهدف منها الحديث عن التعصب الكروي، وانفرد فيها الأبراشي بجمعهما بعد أزمة بينهما حدثت على الهواء منذ يومين، أعقبها تبادل بلاغات بين الضيفين في أقسام الشرطة، حيث حرر الطيب، محضرا بقسم شرطة أول أكتوبر ضد شوبير، يتهمه بالتعدى عليه بالضرب خلال حوارهما ببرنامج العاشرة مساءً، بينما تقدم شوبير، ببلاغ آخر ذكر فيه أنه أصيب بكدمات وجروح شديدة في وجهه وظهره وأماكن حساسة بجسده، إثر الاشتباك الذي وقع بينه وبين الطيب.
https://www.youtube.com/watch?v=GLBAriQMmTQ
جذور الأزمة بين شوبير والطيب؟
يكشف الناقد الرياضي علاء عزت عن سبب الأزمة، فيقول إن ما حدث هو خلاف شخصي قديم، مشددا على أن هذا الخلاف ليس له علاقة بالانتماء الكروي، مدللًا على ذلك، في حديث خاص لموقع «الغد»، بأن شوبير« استضاف نجوم زملكاوية كبار، وكذلك الطيب الذي طالما جمع بينه وبين نقاد ونجوم الأهلي علاقات ود»، وأشار إلى أن تحويل الموضوع لـ«خناقة بين أهلي وزمالك»، يهدف لكسب تعاطف جماهيري.
وأوضح عزت أنه يعرف كلاهما (شوبير والطيب) عن قرب، مضيفا أن علاقتهما كانت ممتازة حتي حدث خلاف كبير بينهما، منذ سنوات، لأسباب تتعلق بأعمال خاصة بهما، مشيرا إلى أن هذا الخلاف وصل إلى حرب وجود بينهما، منذ وصول الطيب إلى مصر، واستطاع شوبير بالفعل أن يمنعه من أن التعليق على مبارة الأهلي والزمالك في قناة النيل الرياضية منذ عدة أشهر، ثم حدث شبه صلح ودي لكنه كان صلحًا شكليًا.
وأوضح عزت أن بداية المعركة عندما عرف الطيب بما حدث، وألمح دون ذكر أسماء، أن إعلامي كبير منع ظهوره بقناة النيل للرياضة، وأن القناة رضخت لشوبير، لكن بعد فترة أيضا رضخت لضغوط أخرى وظهر بها الطيب.
الطيب .. والبحث عن الشعبية
أضاف الناقد الرياضي قريب الصلة من الطرفين، أن الطيب واجه عدة انتقادات منذ نحو 4 شهور، من عدد من الإعلاميين الذين نصحوه بالابتعاد عن إثارة الأزمات، لكن الطيب -حسب عزت- ضرب بنصائحهم عرض الحائط، وقرر اتباع هذه الطريقة، لخلق شعبية وأرضية له في مصر، بعدما عمل لسنوات بالخليج، فقد خلالها شعبيته داخل مصر.
وأوضح أنه وجد هذه الشعبية والأرضية عند الزمالك الذي احتضنه، ودعمه رئيسه مرتضي منصور، وكلما آثار أزمة ازدادت شعبيته لدي الزمالك.
وقد اتضح دعم منصور له عندما أعلن أمير مرتضى منصور، نجل المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، أن والده سيتولى الدفاع عن المعلق الرياضي بعد واقعة التعدي عليه بالضرب من شوبير.
وقال أمير، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي انستجرام، «مرتضى يتولى الدفاع عن أحمد الطيب، مش هنسيب حقك يا طيب».
التراشق بين شوبير والطيب
لم تكن واقعة «العاشرة مساءً» هي الأولى، في حرب المعلقين الشهيرين، فقد سبق أن تراشقا لفظيا، مما دفع اتحاد الإذاعة والتلفزيون منعهما من الظهور على شاشة النيل للرياضة، بعد تراشقهما في الاستوديو خلال مباراة الزمالك وإنبي، الخميس الماضي، والتي شهدت احتجاجا من شوبير على قول الطيب، إن الزمالك يشجعه نجوم الغناء العربي هاني شاكر وعمرو دياب ومحمد منير، بينما يشجع الأهلي شعبان عبدالرحيم وعبدالباسط حمودة وأحمد عدوية وسعد الصغير، وهو ما اعتبره شوبير إهانة لناديه.
واعتذر شوبير بسبب هذه الواقعة، عن تقديم برنامج الاستوديو التحليلي بقناة النيل للرياضة، رافضًا استمرار المعلق أحمد الطيب بالعمل في نفس القناة قائلا «يا أنا يا هو في التليفزيون».
https://www.youtube.com/watch?v=B94EcRkg6ig
وجاء وائل الإبراشي ليجمع المتصارعين، ويتهم شوبير الطيب بتنفيذ مخطط قطري لتفجير الفتن الكروية، مؤكدًا أن هذا المعلق لا يحب الزمالك بقدر ما يكره الأهلي، معربا عن حزنه لتوسطه في يوم من الأيام لأحمد الطيب في اختبارات التليفزيون.
فيما نفى أحمد الطيب، تصريحات أحمد شوبير التي أكد فيها أنه هو من قام بالتوصية على الطيب، لكى يجتاز اختبار الإذاعة والتلفزيون، مؤكدًا أن ما حدث، أن شوبير سمعه عندما علق على إحدى المباريات، في القناة الرابعة، وكان وقتها (شوبير) حارسًا لمرمى الأهلي ومنتخب مصر، وطلب رقمه من الحكم حسين على موسى، ليتعرف على شخصه، وبالفعل «بدأت صداقتنا»، وأضاف الطيب أنه اعتذر مرة واحدة عن اختبار الإذاعة بسبب أداء فريضة الحج في ذلك الوقت، وكان هذا عام 1995.
وقال الطيب رداً على تصريحات شوبير حول المخطط القطري فقال «هو خائن لأنه وافق على العمل في قناة واحدة مع شخص يدبر لفتنة في مصر».
وأرجع الطيب هجوم شوبير عليه، لأنه وجد أن رصيده لدى مجلس محمود طاهر قد نفد، فحاول التقرب إليهم، من خلال بطولة زائفة.
لينتهي الحوار بإلقاء شوبير المياه عليه، ليتبادلا اللكمات بعدها، ويعلن المذيع عن ضرورة الخروج لفاصل إعلاني.
إشعال الفتنة
من جانبه اعتذر الإبراشي عن ما حدث، مشددا على أن الخلاف تطور بين ضيفيه رغم أنه أخذ تعهدا لفظيا منهما بعدم التطرق إلى خلافات ومنازعات، أو التعصب أثناء الحلقة.
وقال الإبراشي إن الحوار بدأ بصورة جيدة، وكان يمكن تجنب الخلاف الذي حدث بين الطرفين، لو نفذ كلاهما الاتفاق المبرم بينهم مسبقا، ولفت إلى أنه اضطر الخروج إلى فاصل بعدما تطورت المشادة بينهما وتحول الاستوديو إلى حلبة ملاكمة.
من جانبه انتقد الدكتور حسن علي، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بجامعة المنيا، ما أسماه مدرسة الإثارة الصحفية التي يتبعها الإبراشي، وأشار لـ«الغد» أن هذه المدرسة موجودة في ظل غياب قوانين ومواثيق تنظم العمل الفضائي، الذي يتسم بالفوضى الشديدة.
وأضاف أن القناة تتعرض لخسائر لذا تعتمد على أسلوب الشتائم على الهواء لجذب أكبر عدد من الجمهور، وهي طريقة لمدرسة معروفة بعدم المهنية في الإعلام.
فيما سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من رد فعل الإبراشي، الذي اتسم بالهدوء الشديد، ووجه حديثه للمشاهد متجاهلا تبادل اللكمات في الاستوديو.
قلبي يدق كإنفعال شوبير على احمد الطيب
وقلبك وائل الابراشي لا يبالي.— Ammiirrah❤ (@amirasapry12) May 29, 2016
لو فيه دولتين عاوزين يحاربوا بعض ومش لاقيين مكان يحاربوا فيه يروحوا في الاستوديو عند وائل الإبراشي ?
— سفير النوايا الحسنه (@OossamaMagdy) May 29, 2016
