تجديد الخطاب الديني.. هذا هو الوأد كما شخصه مالك بن نبى.. فما الحل؟

كتب – مصطفي عبادةالأهرام العربي.

الحل فى استثمار العناصر الثلاثة التى يملكها العالم العربى والإسلامى، وهى: التراب.. الإنسان، الوقت، وفى هذه العوامل سيحضر رأس المال الاجتماعى، ثم يشرع مالك بن نبى فى شرح كل عامل من هذه العوامل، فالعالم الإسلامى يتعاطى هنا حبة ضد الجهل، ويأخذ هناك قرصا ضد الاستعمار، وفى مكان قصى يتناول عقارا كى يشفى من الفقر، فهو يبنى هنا مدرسة، ويطالب هناك باستقلاله، وينشئ فى بقعة نائية وصنعا، ولكن حين نبحث حالته عن كثب لن نلمح شبح البرىء أى أننا لن نجد حضارة ويضيف بن نبى: هناك شىء من الغرابة فى الحالة التى نفحصها مما يدفعنا إلى تفهم كيفية سيرها وآليتها، ومن أجل هذا يجب أن نعرف القياس العام لعملية الحضارة إن المقياس العام فى عملية الحضارة هو أن الحضارة هى التى تلد منتجاتها وسيكون من السخف والسخرية حتما أن نعكس هذه القاعدة حين نريد صنع حضارة من منتجاتها.

العالم العربى ـ الإسلامى يتصور أن حين يشترى منتجات الحضارة الغربية يتصور أنه سيضع حضارة وحين تلجأ دولة نامية إلى صندوق النقد ليضع لها روشتة لا تعرف أنها ذهبت إلى الصيدلية لتعاطى حبة ضد الفقر، حبة مسكنة، يذهب مفعولها، ويبقى الفقر، وهذا هطل وسخف فى رأى مالك بن نبى لأن هذا يقود فى النهاية إلى عملية محالة كما وكيفا، فمن ناحية الكيف تنتج الإحالة من أن أى حضارة لا يمكن أن تبيع جملة واحدة الأشياء التى تنتجتها ومشتملات هذه الأشياء أى أنها لا يمكن أن تبيعنا روحها وأفكارها وثرواتها الذاتية، وأذواقها هذا الحشد من الأفكار والمعانى التى لا تلمسها الأنامل، والتى توجد فى الكتب أو فى المؤسسات، ولكن بدونها تصبح كل الأشياء التى تبيعنا إياها فارقة دون روح وبغير هدف.

ومن ناحية الكم لكن تكون الإحالة أقل، فليس من الممكن أن تتخيل العدد الهائل من الأشياء التى تشتريها، ولا أن نجد رأس المال الذى ندفعه فيها، ولئن سلمنا بإمكان هذا فإنه سيؤدى قطعا إلى الإحالة المزودجة فينتهى بنا الأمر، إلى ما يسمى مالك بن نبى: الحضارة الشيئية إلى جانب أنه يؤدى إلى تكديس هذه الأشياء الحضارية وهذا ما يؤدى بنا إلى القابلية للاستعمار، فضلا عن ذلك يتناول «شروط النهضة» مشكلة المرأة فى العالم الإسلامى وأثر الفكرة الدينية فى تكوين الحضارة، وهى فكرة ليست طقوسية على أية حال.

أما فى كتاب «مشكلة الأفكار فى العالم الإسلامى» والذى وردت فيه لأول مشكلة الأفكار الميتة والتراث الميت غير صدقين مالك بن نبى نموذجين من الثقافة: ثقافة سيطرة ذات جذور تقنية وهى تتمثل فى أوروبا (الثقافة الغربية) وثقافة حضارة ذات جذور أخلاقية وغيبية الحضارة الإسلامية فى نشاطها.

والفكر العربى يجنح إلى الدوران حول الوزن والكم ويصل إلى المادية عند الانحراف والمغالاة، بينما يدور الفكر الإسلامى فى مداره الأصلى، حينما أعطى القرآن اندفاعته الأولى، حول حب الخير أو كره الشر، وحين يكون فى أقوله فإن المغالاة تدفعه إلى التقليد الأعمى والافتتان بأشياء الغرب، وفى قلبه تقع الأفكار الميتة والأفكار المميتة: والفكرة المميتة: هى فكرة موروثة أنتجتها الثقافة الإسلامية فى عصر الأفول وأيست صالحة للتطبيق لا فى عصرها ولا فى العصر الحالى.

وهى الفكرة التى بها خذلت الأصول، فكرة انحرفت عن مثلها الأعلى، ولذا ليس لها جذور فى العصارة الثقافية الأصيلة.

الفكرة المميتة: هى الفكرة الوافدة من الثقافة الغربية، هى فى الأصل ميتة فى محيطها ولم تعد مستعملة.

وهى الفكرة التى فقدت هويتها وقيمتها الثقافيتين بعد أن فقدت جذورها التى بقيت فى مكانها فى عالمها الثقافى الأصلى.

لذا فإن المجتمع المريض هو من ينضح الأفكار الميتة من جهة ويمتص الأفكار المميتة من جهة أخرى.

وعليه فإن المجتمع الإسلامى يعانى من انتقام نماذجه المثالية لعالمه الثقافى الخاص به من ناحية، ومن ناحية أخرى من انتقام رهيب تصبه الأفكار التى استعارها من أوروبا دون أن يراعى الشروط التى تحفظ قيمتها الاجتماعية، وقد أورث ذلك تدهورا فى قيمة الأفكار وتدهورا فى قيمة الأفكار المكتسبة، وقد حملا أفدح الضرر فى نمو العالم الإسلامى أخلاقيا وماديا.

إن هذه هى النتائج الاجتماعية لذلك التدهور والتى نصادفها يوميا فى صورة غياب فاعلية وقصور فى مختلف أنشطتنا الاجتماعية، فنحن اليوم نقاسى هذا التدهور المزدوج، فالأفكار المخذولة فى هذا الجانب أو ذاك لها انتقام رهيب، وأن انتقامها المحتوم هو ما نعانى منه اليوم.

ويخلص مالك بن نبى: إلى لب مشكلة المجتمع الإسلامى وهى: أن المسألة ليست مسألة وسائل ولكنها مسألة مناهج وأفكار بعد ذلك يقف عند مراحل الحضارة: حيث يرى أن المجتمعات فى دورتها الحضارية فى دورتها الحضارية تكون فى واحدة من ثلاثة مراحل:

مرحلة ما قبل التحضر.

> مرحلة التحضر والدورة الحضارية.

> مرحلة ما بعد التحضر.

كل حضارة تمثل فى الواقع من انطلاقها شرارة الفكرة الدينية فى المجتمع الذى يكون «خام» حتى تبعث فيه الروح التى تنشطه، فالحضارة الغربية وهى الحضارة المسيحية، بنيت على أساس ما قام به يسوع عليه السلام فى بيت لحم فى فلسطين.

عند تطبيق الدورة الحضارية على الحضارة الإسلامية يتبين أن المجتمع الإسلامى مر على هذه المراحل الثلاث وهو يعيش الآن بعد دولة الموحدين مرحلة ما بعد الحضارة، والمعوقات التى تصحب سقوط الحضارات وأقولها تتجلى فيها الأمة العربية الإسلامية اليوم.

ثم يخلص إلى نفس النتيجة السابقة لكن بطريق آخر بأن: مجتمع ما قبل التحضر وما بعد التحضر لا يفتقر للوسائل (الأشياء) إنما يفتقر للأفكار.

يتجلى بصفة خاصة بطريقة استخدامه للوسائل المتوفرة لديه بقدر متفاوت فى الفاعلية، وفى عجزه عن إيجاد غيرها.

فهناك فقر حقيقى فى الأفكار تظهر فى المجال السياسى والاقتصادى تظهر فى العالم الإسلامى فى الوقت الحاضر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]