أبرزت الصحف المصرية القومية “الحكومية” والمستقلة “الخاصة”، وقائع الانقلاب العسكري في تركيا، وسيطرة الجيش على مقاليد السلطة في البلاد، وكأنها حسمت النتيجة مبكرا، في مؤشر واضح للترحيب يالإنقلاب المفاجئ، وتأييد حركة الجيش التركي، ولم تلحق في طبعاتها الأولى والثانية بتطورات الأحداث داخل الشارع التركي، وفشل الانقلاب، واعتقال المنفذين من قيادات القوات البرية والجوية التركية.. هل تجاهلت الصحف المصرية أنباء فشل الانقلاب؟
وتصدر عنوان الصفحة الأولى للأهرام: الجيش التركي يطيح بأردوغان .. القوات المسلحة تسيطر على البلاد وتعلن فرض الأحكام العرفية.. واختفاء طيب أردوغان.
وكتبت صحيفة أخبار اليوم على صدر صفحتها الأولى: انقلاب في تركيا.. الجيش يعلن تولي السلطة لحماية الديمقراطية وحقوق الانسان.. أردوغان يدعو المواطنين للنزول إلى الشوارع ومساندة الشرعية>>
وفي الصحف المستقلة “الخاصة” كتبت صحيفة المصري اليوم: الجيش التركي يطيح بـ “أردوغان” .. الدبابات في الشوارع.. إعلان الطوارئ.. بيان للقوات: علاقتنا بالعالم مستمرة.
وجاء العنوان متطابقا تقريبا على الصفحة الأولى لصحيفة الوطن: الجيش يحكم تركيا ويطيح باردوغان .. الرئيس التركي يدعو الشعب للتصدي للعصيان العسكري.. ويطلب الجوء إلى ألمانيا.
وحدها “الشروق” في الطبعة “الثانية ” أيضا كانت عناوينها: محاولة انقلاب في تركيا وأردوغان يعلن احباطها ..المخططون اعلنوا تعطيل الدستور وفرض الاحكام العرفية .. اردوغان يدعو الشعب للنزل إلى الشوارع ومؤازرته.. والمخابرات التركية: الوضع عاد إلى طبيعته … وفي صفحة 7 من العدد في الشروق كان العنوان : حكومة اردوغان تعلن فشل الانقلاب.
جاءت تغطية أغلب الصحف المصرية مستبقة للأحداث في تركيا، فقبل أن تتضح معالم الصورة الكاملة للمشهد التركي ورغم تداخل الأحداث وتضارب الأنباء ،مما يعد استباقًا للأحداث، دون اعتبار لمهنية الصحافة التتي تلتزم أولًا بمواكبة الحدث ، دون تأثير مواقف خاصة.